احتفل بنك فلسطين بافتتاح المبنى الجديد لفرعه في مدينة بيت لحم، وذلك في احتفال كبير شهد تظاهرة اقتصادية وثقافية، أقيمت بحضور د. جواد الناجي وزير الاقتصاد الوطني ممثلاً لرئيس الوزراء د. سلام فياض، ود. جهاد الوزير، محافظ سلطة النقد، ورئيس مجلس الإدارة والمدير العام للبنك هاشم الشوا، وخوسيه سعيد، والبيتو قسيس وهم كبار رجال الأعمال الفلسطينيين في تشيلي، والبطريرك فؤاد طوال، وعدد من السفراء والقناصل ورؤساء البلديات في المحافظة، وأعضاء المجلس التشريعي، وحشد من رجال الأعمال.
وبافتتاح فرعه في بيت لحم، يحافظ البنك على شبكته المكونة من 48 فرعاً ومكتباً منتشرة في كافة المدن والقرى والمناطق الفلسطينية من جنين شمالاً وحتى رفح جنوباً، مزودةً بكامل الخدمات المالية والمصرفية، بهدف إيصالها لجمهور زبائنه وعملائه بجودة عالية وأداء متميز.
وشملت فعاليات الافتتاح قص الشريط ومن ثم جولة للحضور في نواحي المبنى الجديد، وزيارة المعرض التراثي الذي عرض في الطابق الثالث من المبنى تحت عنوان "400 عام من الإبداع" الذي أعده الفنان الفلسطيني جورج الأعمى، ومن ثم انتقل الحضور لاستكمال مراسم الاحتفال الرسمي في فندق "قصر جاسر" القريب من الفرع. 
وعبر الوزير عن سعادته بافتتاح هذا المبنى، بالتزامن مع افتتاح المعرض الفني للفنان جورج الأعمى، مشيراً الى مشاركته في وضع الحجر الأساس الخاص به قبل عامين، وها هو يفتتح الآن بهذا الاحتفال الكبير. 
وأضاف الوزير أن هذا الافتتاح يعد دليلاً على أن الجهاز المصرفي يعمل بشكل متواصل ودون توقف، مشيراً الى أن عدد الفروع المصرفية وصل الى 232 فرعاً في الوطن، ليتزامن ذلك مع إثبات الجهاز المصرفي متانته وسلامته يوماً بعد يوم. 
ولتعزيز قدرات هذا الجهاز، أشار الوزير إلى قيام سلطة النقد بإطلاق نظام رقم الحساب المصرفي الدولي (الايبان) والذي يسهل عملية تحويل الأموال وذلك لتسهيل معالجة الحوالات المصرفية الداخلية والخارجية عبر مرورها من خلال الأنظمة الإلكترونية وخفض عدد الحوالات المرتجعة بسبب تباين أو اختلاف أرقام الحسابات، كما باشرت سلطة النقد بتنفيذ إجراء التسوية النقدية لعمليات التداول في البورصة من خلال نظام تسوية المدفوعات الفورية (براق) التابع لسلطة النقد، وبفضله يتم إنجاز التسوية خلال ثلاثة أيام بدلاً من خمسة أيام، كما استمرت سلطة النقد في جهودها التوعوية والتثقيفية في المجال المالي والمصرفي عبر عدة فعاليات من بينها المؤتمر المصرفي، والأسبوع المصرفي للأطفال الذي تم تنفيذه بمشاركة كافة البنوك العاملة. 
من ناحيته، أكد ناجي على دعم السلطة للجهاز المصرفي، وللاقتصاد الفلسطيني، مشيراً الى أن هذا الصرح الجديد لبنك فلسطين يعد إنجازاً حقيقياً للبنك الذي يوالى تحقيق مؤشرات النجاح خصوصاً تلك المتعلقة بوصول نسبة الودائع التي حققها البنك ما يقارب الـ 20% من إجمالي ودائع القطاع المصرفي الفلسطيني. 
كما أشاد ناجي بجهود سلطة النقد في ترسيخ وتمتين الجهاز المصرفي، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا السياسة الحكيمة التي انتهجتها سلطة النقد، مشيراً الى ارتفاع نسبة التسهيلات التي قدمها الجهاز المصرفي الى حوالي 56% فيما كانت قبل سنوات حوالي 24%، وهذا ما يؤشر الى ان القطاع المصرفي أصبح يلعب دوراً بارزاً في دفع عجلة التطور الاقتصادي. 
بدوره، أعرب الشوا عن سعادته بتوالي الإنجازات التي يحققها البنك وتوسعه في مختلف المناطق، حيث أصبحَ واحداً من أكبر البنوك على مستوى الوطن، ويحوي أكبر شبكة مصرفية في فلسطين بعدد فروع وصل الى 48 فرعاً ومكتباً، وأكثر من مئة صراف آلي منتشرة في جميع محافظات الوطن، مضيفاً أن ذلك يأتي تأكيداً على التزام البنك بمواصلة البناء والاستثمار في فلسطين وإِيصال خدماته المَصرفيّة إلى عملائه أَينَما كانوا وحيثما تواجدوا بجودة عالية وأداء متميز. 
وسرد الشوا مسيرة تأسيس البنك قبل أكثر من خَمسين عاماً من خِلال مبادرة وَطنية وبِرأسمال وَطني خالص، وقال: رغم الظروف السياسية والاقتصادية الصعبة التي مَر بِها وطُننا العزيز، فقد واصل البنك نموه وتوسعه برؤيا وإستراتيجية واضحة وأرضية صلبة انطلق بِها نَحو تَطوير خَدماتِه وبَرامِجِه المَصرِفية المُتميزة التي تُلبي كافَّة احتياجات المُواطنين، وأصبح واحداً مِن أَكبر المُؤسسات المَصرفية العامِلة في الوَطن".
وكشف الشوا عن سعي البنك للتوسع في الأَسواق الإِقليمية والعَربية، حيث قام البنك بِشراء حصة إستراتيجية في بَنك الاستثمار الأردني والمباشرة بافتتاح مكتب تمثيلي للبنك في دولة الإمارات العربية والمتحدة، ومكتب تمثيلي آخر في جمهورية تشيلي التي تحوي
أكبر جالية فلسطينية خارج الوطن العربي بعدد يزيد عن نصف مليون فلسطيني الغالبية العظمى منها من محافظة بيت لحم. 
وعبر الشوا عن شكره للجالية الفلسطينية في جمهورية تشيلي، الذين أثبتوا انتماء وولاء لوطنهم الأم فلسطين ولقدرتهم الكبيرة على قيادة اقتصاد ذلك البلد من خلال امتلاكهم لأهم المنشآت المالية والاقتصادية. 
ومن هذا المنطلق، أشار الشوا إلى مبادرة البنك لإنشاء وحدة خاصة للمغتربين الفلسطينيين في الخارج وذلك لتقديم خدمات مصرفية تتلاءم مع احتياجاتهم وإمكانية تواصلهم مع بلدهم فلسطين.
كما أشار الشوا الى البيانات المالية للعام 2012، التي بينت ارتفاعاً في حَجم المَوجودات لتتجاوز ملياري دولار، حيث تَمَكَّن البَنك مِن تَحقيق أَرباح صافِيَة وَصَلَت قيمَتها إِلى 38.4 مليون دولار أَميركي بِنِسبَة ارتفاع %13 مُقارَنَة بالعام 2011، في حين وَصَل حَجم التَّسهيلات المُقدمَة إِلى ما يقارب الى مليار دولار استفادت منها كافة قطاعات المجتمع. 
وأضاف الشوا أن مجلس الإدارة قرر التوصية بتوزيع أرباح على المساهمين بنسبة بقيمة 26 مليون دولار أميركي عن الأرباح المتحققة عن العام 2012. 
الى ذلك، عبر سعيد عن سعادته بوجوده في فلسطين، ومشاركته هذه الاحتفال مع بنك فلسطين، مضيفا أن عدد الفلسطينيين في تشيلي لا يقل عن 350 ألفاً قد هاجرو بحثا عن عمل جيد، وهذا ما يدفع الشراكة لان تتوثق بين البلدين. 
وأكد سعيد مساندة الجالية الفلسطينية في تشيلي لفلسطين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن، كما أن هناك روابط وثيقة وشراكة مع الوطن الأم فلسطين، وقد برزت هذه الروابط من خلال الشراكة مع بنك فلسطين، مشيراً الى أن دعوة البنك له للمشاركة في احتفال افتتاح الفرع الجديد تعد شهادة واضحة على رغبته بالوجود داخل الوطن، ودوره الفاعل فيه.